مفاوضات افترق طرفاها على أبواب الخرطوم مخلفين أعنف معارك الصراع منذ اندلاعه وعقبب ساعات من انقضاء الهدنة …لايتوقع لها إحراز اى تقدم مملوس على الأرض ..لاسيما مع حالة انعدام الثقة بين الجانبين.
الأمال وسقف الطموحات تبدو محدودة ومتواضعة إزاء المقترح الافريقى بجمع البرهان وحميدتى على طاولة واحدة ,لعدة أسباب ,منها وجود تحفظ على أحد بنود تلك المبادرة، وهو إشراك قوى مدنية في الحوار المرتقب،خاصة وأن المشكلة أصلا عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتحاول لجنة رباعية إفريقية تضمّ إثيوبيا والصومال وجنوب السودان، وتترأسها كينيا، جمع قائدي الجيش وقوات الدعم السريع في محادثات مباشرة، من أجل إيجاد حلّ للأزمة. فى سلسلة من الاجتماعات ستدوم ما يقارب الـ 10 أيام.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي -خلال افتتاح قمة إيغاد في جيبوتي- إنه في حال “لم يتوقف القتال فورا فستحدث حرب أهلية في السودان”، مضيفا أن “الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها”.
وصرح وركنه جيبيهو الأمين العام لهيئة “إيغاد” أن الانعكاسات الخطيرة للأزمة في السودان على المنطقة “تتطلب تصرفا سريعا من إيغاد”، داعيا إلى وقف لإطلاق النار في عموم السودان.
وأضاف جيبيهو أن لدى هيئة إيغاد “الآليات اللازمة لجعل الأطراف السودانية تجتمع على طاولة المفاوضات، وسنسعى إلى ذلك”.
تكهنات المسؤولين حول تأثير الدومينو أحد المخاوف الجذرية من تداعيات النزال ..إذ تتزايد وتيرة مخاوف امتداده إلى مناطق وسط إفريقيا والقرن الإفريقي المعرضة لنشوب صراعات هي الأخرى،خاصة مع التقارير الواردة عن انتشار مليشيات عربية من جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومالي للانضمام إلى القتال في ولاية جنوب دارفور بالسودان عبر ولايتي غرب وشمال بحر الغزال في جنوب السودان، وشن هجمات في جنوب السودان .
انتشار بؤر العنف الحدودية أحد الاحتمالات المرجحة ولاسيما في المناطق الحدودية مع جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد، بما في ذلك منطقتي أبيي والفشقة، التي تطالب كل من جنوب السودان وإثيوبيا، السودان بها.
طول أمد النزاع ينذر بتداخله مع الصراع المائي المستمر حول بناء إثيوبيا لسد النهضة والذى أفضى إلى توتر العلاقات بين السودان ومصر – دولتي المصب – واللتان تريان السد تهديداً وجودياً لأمنهما المائي.
بصفة عامة عمل “إيغاد” يتجزأ في ظل واقع قاتم ومستقبل مفتوح على كل الاحتمالات في منطقة قد يؤدي انهيارها ليس إلى التأثير المباشر في السودان فحسب, بل القارة بأكملها مع تشابك المصالح الإقليمية والدوليةوارتباطها بأطرافها مما يجعل فرص التوصل إلى تسوية بعيدة المنال .
وكانت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت أمس الأحد، أن القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، أظهرتا قيادة وسيطرة فعالة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار الذي جرى بتاريخ 10 يونيو 2023م، ما أدى إلى تراجع حدة القتال وانحساره في جميع أنحاء السودان ومكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة.
وأضافت الدولتان في بيان مشترك، أنهما تعربان عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار، وتؤكدان على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول وتدينان بشدة تلك الأعمال وتدعوان إلى وقفها فوراً.
ووفقا للبيان المشترك أكد الجانبان أنهما في إطار مواصلة وقوفهما إلى جانب الشعب السوداني فإنهما على استعداد لاستئناف المباحثات بمجرد أن يظهر طرفي الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة.
وأدى القتال إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر أكثر من 400 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.
ودب الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول خطط لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإعادة تنظيم تسلسل القيادة في إطار المرحلة الانتقالية.بعد مرور أربع سنوات على انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير.
يذكر أنه منذ اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل الناضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان نحو 13 اتفاقا لوقف النار، خرقت بأغلبها خلال الساعات الأولى من سريانها.